الثلاثاء، 26 يناير 2016

اطفال الشوارع بين الضياع و الحلول الشكلية.. لننقذهم



في المفترقات والاماكن الحيوية والخفيه نشاهد شموع تذوب بين سيارات الاجرة والسيارات الفارهة  وسيارات المؤسسات الاهلية والدولية والحكومية،تلك الشموع تلك الطفولة تذوب براءتها احلامها حاضرها وعلى الارجح مستقبلها، تفترش الارض لبيع ما يزهد بيعه من اعواد ثيقاب و شعلات غاز وغيره،لمن يرد ان يشتري و يشعل سقارته و يحرقها وهم وتحرق احلامهم،او محفظات للبطاقة الشخصية لمن يريد ان يحفظ هويته الشخصية وهم تضيع هويتهم الطفولية من الحياة الكريمة، او من يبيع المناديل الورقية بين السيارات عند اشارات المرور وهم يستعملون اكمام ملابسهم لمسح دموعهم من اجل القليل من المال،وربما يرأف احدهم بهم ويعطيهم صدقة زيادة عن الاجر المطلوب. في الشتاء قبل الماضي وفي وقت الغروب الذي لم يكن واضحا انه الغروب لكثرة الغيوم السوداء وشدة الامطار، كان هناك طفلا يبلغ من العمر اثنى عشر عام يقف تحت احدى العمارات ليداري نفسه وما يحمل من قطع الخبز المحلى بالشقلاته لبيعها،وانا اقف بجانبه بدءت الاسئلة تدور في رأسي! لماذا  يجبره ان يبيع و الى هذا الوقت وفي هذا الجو؟ اين يسكن هذا الملاك واين اسرته؟، حتى انفلت لساني بتلك الاسئلة وليجبني وكذالك اخي يبيع في مكان اخر ونبيع كل يوم بعد عودتنا من المدرسة لان ابي مريض لايقدر على العمل ونحتاج الى مصاريف لكي نسطتيع ان نعيش،هذا احد الامثلة الصعبة التي هي افضل حظا من غيرها لانها تعود الى اسرتها وبيتها اخر اليوم او في مساء متأخر قليلا حيث دفعت الحاجة بهذه الاسرة بأبنائها الى البيع في الشارع . فمابالكم بالاطفال الذين لاحضن لهم الا الشارع! ،من منكم يابشر من منكم؟! وانتم تمرون بسياراتكم او بانفسكم لم يشاهد تلك الطفلة التي قاربت على سن المراهقه وهي تفترش الارض ببضاعتها البسيطة على احدى جوانب اهم مفترق في مدينة غزة .
هؤلاء دفعت الكثير منهم الحاجة الى فعل ذالك ومنهم اخذ التسول مهنه وكلاهما مشكلة وظاهرة ربما تؤدي بهم الى الاستغلال السيئ قد يكون استغلالا جنسيا او في تجارة الممنوعات ...،لابد من وضع الحلول العلمية والعملية الواقعية،اعتقد ان ساندوش من الشاورما او طرد غذائي لايشكل الحل الجوهري، او صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لشخص يرتدي شعار مؤسسة اوجهة معينة وهو يظهر تعاطفه او يقبل يد طفل ويهديه قطعة من الملابس كل هذا لايشكل الحل المطلوب لمواجه هذه الظاهره للاطفلال المظلومين من واقع اقتصادي واجتماعي صعب . هناك اطفال  محسوبين على اسرهم ولكن في الحقيقة مشردين وهم يباتون عتمة الليل في منازلهم  لشدة عدم توفر حاجاتهم من الماكل والملبس والحب والحنان والامان،ومنهم من يرغم الى التسول من قبل ابيه والا  الضرب المبرح، اتذكر ذالك الطفل الذي كان يفضل ان يفتعل المشاكل ليتم اعتقاله وإداعه في مؤسسة للاحداث فهذا المكان افضل له من بيته واسرته،هناك العديد وربما الكثير من الامثلة التي لا مجال لحصرها . اعتقد الحل لايكون من جهة واحده او بحل مؤقت او بتعاطف او بصورة  كل هذه الحلول جزئية او شكلية، لابد ان تتكاتف جميع الجهات لمواجه هذه الظاهرة وانقاذ مستقبل اطفالنا بالاجتماع حالا ووضع خطة تكون على مدى طويل وبمشاركة اجهزة الحكومة من شرطة واعلام ومشرعين قوانين ووزارة الشؤون الاجتماعية والتعليم والمؤسسات الاهلية والدولية والفعاليات الشبابية و الجهات الاعتبارية وغيرهم،حيث لابد من وضع اليد على اساس كل مشكلة،مثلا عند رؤية طفل من المتسولين او المشردين لابد ان تتابع حالته لجنة مكونة ومشكلة من اهل الاختصاص يكون لها السلطة والقوة والخبرة والدراية حيث تتابع الحالة من كل جوانبها يكون لكل شخص فيها دور معين، ليتم التعرف عليه ووضعه في مكان لحفظه و التعرف على اسرته وزيارتهم والتعرف على الاشكاليات التي تواجههم ودراست حالتهم اجتماعيا ونفسيا واقتصاديا،ربما تكون الاسرة بكاملها بحاجة الى تأهيل اجتماعي وثقافي وصحي وغيره ،والعمل على متابعة الطفل واسرته لمرحلة طويلة ضمن برنامج يوضع لكل اسرة اوطفل،فليس كل طفل متسول هو بحاجة الى مال فقط،المشكلة موجودة وحلها يحتاج الى مشروع قومي استراتيجي، لا يصلح فقط الطفل بل يصلح طفل واسرة ومجتمع ، لكن نحتاج الى النية الصادقة والارادة.


الجمعة، 8 يناير 2016

في غزة الضحك حياة

كتب صديق عزيز مقال بعنوان الضحك صلاة،يدعو فيها الاهل في غزة للضحك رغم كل ما يعانوه من قسوة والم و حرمان .
هل حقا صديقي يسخر منا ام يسخر من نفسه ام أصيب بالجنون؟!.
هل يدعو الشاب الذي لايرى مجرد الأفق امامه لحياة كريمة او لتحقيق أحلامه البسيطة للضحك . ام يدعو ذالك الخريج من الجامعة الذي يعمل عملا بغير تخصصه عند ارباب العمل المحتكرين الافاكين السفاحين باجر اقل ما يقال عنه حقير كاصحاب العمل وبجهد وتعب اقل ما يقال عنه كالجبال،ام من يقف على عربة باربع عجلات يدفعها لبيع كوبا من الشاي او القهوة ليحصل على ربحا زهيد جدا،او من يحمل ما يعرضه من بضاعة بسيطة يملكها للبيع ويفر هاربا حين تلاحقه شرطة البلدية،ام الاف الشباب العاطلين عن العمل.
ام يدعو ذالك الاب الذي يخبئ دمعاته عن أبنائه الأطفال لعدم مقدرته توفير خبزهم او ملابسهم او حتى مصروفهم اليومي،ام الاب الاخر الذي لايملك شراء حليب لاطفاله الثالثة التوؤم الرضع.ام يدعو تلك الام التي احرق قلبها وهي ترى لامستقبل لابنائها،او مما تركن ابنائهن للهجرة عبر بحر القبر الأبيض المتوسط، ام لام الشهيد ليث واخواته الذي صاحو ليث ليث ليييث ارجع.
ام يدعو مريضا قتله المرض الف مرة وهو ينتظر معبر رفح ان يفتح ليكون لو لمرة واحده معبر فرح.ام يدعو المخيمات و الطرقات والازقة والحارات التي امتلأت شباب ورجال ومراهقين مصطفين لقلة وعدم وجود العمل.كيف أقول لصديقي احمد اضحك او ابتسم  بعد ان كان سعيدا في عمله وقد تم طرده بطريقة دبلوماسية فقط لانه لاينتمي الى الحزب الذي يمتلك تلك المؤسسة،قل لي ياصديقي كيف اقنعه وادعوه للضحك.
حياتنا أصبحت بائسة منتنة عفنه بالتاكيد بسبب الاحتلال لكن المأكد اكثر ان الاحتلال لن يمنعنا من الضحك لكن للاسف ايضا بسبب تصرفات من يقود الأحزاب التي جعلوها غاية بدل ان تكون وسيلة وأصبحت العلاقة عكسية في كثير من الأحيان بين الوطن والحزب.ام لاي ازمة من أزمات غزة نضحك.في التغريدة المثبته على صفحتي الشخصية في تويتر كتبت إن الغربة ليست غربة وطن فقط بل غربة حقوق وفقدان في وطنك.
احتار عقلي وتلاطمت الأفكار وما عادت تتجلا بين هل انت جاد بما تقول وتدعو للضحك ام فقط انك تندر وتريد الاستهزاء!! .
لكن،بعد ان هدأت امواج افكاري ورست سفينة قراري الى ميناء الواقع الصعب،انا مع دعوة صديقي لنضحك رغم كل ما كتبت اعلاه.صديق اخر لي يحادثني من خلال الفيس بوك ويقول (كيف شايفها الدنيا؟) وعلى الفور قلت له( ههههه تعبانه لكن ان شاء الله خير وخلينا نضحك ونبتسم لو بأبسط الاشياء احسن ما نعيش بنكد اضحك يا زياد الحياة ماشية).
لنضحك حين ترسم الابتسامة على وجه طفل لنضحك حين تقاسم كاسة من البوظة اشتريتها من  كاظم للمرطبات بينك وبين طفل يقول لك اطعمني وهو لايملك شرائها،لنضحك عند تقاسم الامنا في تنزهاتنا الشبابية ونحن لانملك سوى المواصلات وكوبين من القهوة ونشترك في سقارة واحدة، وربما نوفر سعر المواصلات لنشتري الذرة المشوية من عربة روتس الغلابة.
اضحك يا احمد وقل لهم لن تفرضو علي خرائكم ولا حزبكم فالضحك تحدي وقوة.
لنضحك ونخرج النكات ونألفها على أصحاب العمل الظالمين،لنضحك ونلعن الظالمين .
اسرح في همومك تارة واضحك تارة فالضحك هواء الحياة في غزة.
لنضحك لانتفاضة القدس وشبابها.
اضحك لانك انسان لانك عليك ان تعيش الحياة لانك عنوان نفسك.
اضحك لكي تبتعد عن المرض لكي تبتعد عن الياس
صحيح ان المستقبل واجب التفكير فيه لكن الاوجب الا نقتل حاضرنا بالتفكير فيه .
الإبتسامة إن رسمتها لـحبيب شعر بالراحة، وإن رسمتها لنفسك إزددت قوة .
في اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ،اضحك حين تراهما.

ان كان الضحك صلاة فالتفائل صلاة والامل صلاة وقتال اليأس صلاة والحرية صلاة والحب صلاة وضحكه تقهر فيها ظلم صلاة باجر مضاعف...

حتى ان كانت دعوة  صديقي  فيها نوعا من الجنون فلنكن مجانين .

الخميس، 7 مايو 2015

العنصرية في حياتنا، هل انت عنصري؟


احيانا افكاري تحدثني وتقول هل كلنا عنصريون، كثيره هي الشعارات التي نرفعها عن القيم والاخلاق وفي اول امتحان نسقط وتسقط معنا انسانيتنا.
العنصرية بداخلنا موجوده مكدسه راكده، تتحرك وتخرج بمواقف العصبية والقرابه والحزبيه والقبليه واللون والجنس والطبقيه و المال والسلطه...
هل في تلك المواقف ننجح ام نسقط؟
نتهامس بيننا، سيبك منو هذا بدوي هذا خليجي هذا فلسطيني هذا مصري هذا سوداني هذا كذا وكذ، بل من نفس الدوله الواحده هذا من قرية كذا او مدينة كذا او بلدة كذا، وفي نفس البلده هذا من عائلة فلان وهذا من عائلة فلان، وفي نفس العائلة هذا ابن فلان وهذه ابنة فلان .
نميز بعضنا البعض  بسبب العرق والقرابه والمال والطبقية وننسى انسانيتنا وننسى اننا كلنا من تراب .
مواقع التواصل الاجتماعي  مثل الفيس بوك كشفت عن كثير من العنصرية التي تكون موجوده في  داخلنا ففي هذه الصورة شخص يعلق على احد الفيديوهات التي  يظهر فيها  فتى ذو بشره سوداء يقوم بتصوير فيديو بطريقة السيلفي لشجار بين امه وصديقته ويظهر فرحته بذالك. ويقول صاحب التعليق العنصري (شوف لونه اسود مش غريبه)!


 بل الغرابه منك حين خرجت من داخلك تعبيرعنصري وحكمت على هذا الفتى بسبب لونه فقط. يبدو انه نسي انه انسان مثله وحكم على الفتى بعنصريته وليس بالاخلاق التي يجب على هذا الفتى ان يتبعها بحترام امه،  وتابع برد اكثر عفنا من ذالك عندما انتقدته بعض الردو حيث (اعتبره وكل اصحاب اللون الاسود من الحيوانات ) 


ربما نسي هذا الذي قسم الانسانية بين الابيض والاسود ان هناك لونا اخر وهو اللون الاحمر الذي قامت عليه الدولة التي يعيش فيها الان وهم الهنود الحمر وما ارتكبه البييض من قتل الملايين بحق الهنود الحمر، فليست الاخلاق والانسانية يحكم عليها باللون .

كيف لا نكون عنصريون؟ ومنا من جعل العنصريه وساما يفتخر بها وهم من يدعون الحضاره وقد خرج القبح من داخلهم و قاموا بالصياح قائلين: "نحن عنصريون، نحن عنصريون، ونحب أن نكون كذلك 

"في هذه الصورة صحيفة الجارديان البريطانية نشرت فيديو يقوم فيه مشجعو تشيلسي بدفع رجل أسود البشرة خارج القطار عندما كان يحاول الصعود وسط مناوشات بينه وبين الجماهير"

كيف لا نكون عنصريون؟ حتى ان مقتل الاثيوبيون في ليبيا لم يكن له الصدى الكبير كغيره من الاحداث التي ارتكبت بحق شخص واحد من اصحاب الدول الكبرى ،
في حياتنا الاجتماعية نقوم بتصرفات  وسلوكيات تدل على العنصريه في نفوسنا لانحترم فيها مشاعر الاخرين ،فكيف؟!
كيف لاتكون فينا العنصريه؟ وناكل حلوى ونستلذ بطعمها ونسميها راس العبد ، ألا يرون ان الداخل يختلف لونه عن الخارج ولايحكم على الشخص من ظاهره.





كيف لا تكون فينا العنصرية؟ وهناك الكثير من لايرى الى لون حزبه فقط ويعتقد انه دائم الصواب والافضليه والتاريخ ويريد ان يسحق كل من يخالفه، والوان علم بلادي اربعه وليس لونا واحدا.
كيف لاتكون فينا العنصرية؟ وحفظونا امثال شعبيه تدعو للعنصرية (انا وابن عمي ع الغريب وانا واخوي على ابن عمي) (العين ما تعْلا على الحاجْب) وغيرها.
كيف لاتكون فينا عنصرية؟ وحقوق الضعفاء او من ليس له سند ضاعت بسبب تقديم مصالح القريب او ابن الحزب او ابن الدين اوابن الفكر السياسي او بسبب التمييز العرقي  على غيرهم.
كيف لاتكون فينا العنصرية؟واليهود 15 مليون من يسيئ لهم بكلمة في دول الغرب يتم معاقبته المسلمين أكثر من مليار أوروبا وأمريكا يسمحون بإهانة شعائرهم.
كيف لاتكون فينا العنصرية؟ونرفض من يتقدم للزواج من ابنتا رغم موافقتها فقط لانه ليس من لوننا او ثوبنا.
كيف لاتكون فينا العنصرية؟وفينا من لا يقبل الاختلاف ،اختلاف اللون واختلاف العرق والجنس واختلاف الدين لا يروق لنا.

عن أي حرية تتحدثون عن أي غاندي ومانديلا  عن اي انسانية ، دعونا من الشعارات دعونا نبحث بداخلنا ونتعمق ونختار الفاظنا وننتبه لافعالنا.
نعم لا للعنصرية لكن لنبدأ من داخل كل شخص فينا فحقوق الانسان ليست شعارات بل اخلاق وممارسات. 

فلا لون ولا طعم ولا رائحه تغير من الاخر، ففي اختلاف الالوان جمال وفي اختلاف الاذواق تعدد وفي اختلاف الاحزاب البعد عن التعصب وفي اختلاف الاعراق قبائل وشعوب وثقافات وعادات...
اضع بين ايديكم فيديو اعتقد انه من أفضل ما أنتج في موضوع العنصرية للشيخ سلمان العوده.   




دعونا نقول لا للعنصرية بالقول والفعل


واختم
كلكم لادم وادم من تراب

بقلم:ثائر روحي




الأحد، 3 مايو 2015

معاناة بالالوان (قصص الالم والحرمان، حقيقه)

حدثها أخاها الصغير الذي ينام بجانبها ، هل انتي جائعه؟ ردت  لا اشعر بالجوع ابدا. كذبت عليه لأنها اطعمته ماوجد في البيت الذي بلكاد يكفيه وحده ،، نامو وقالو لبعضهم تصبحون على خير! 

اقسّم أنه كان صاحب حرفه وتدخل عليه حرفته ما يعادل 250$ أسبوعيا ، والآن أتى يطلب بخجل مساعد لدفع جزء من ايجار البيت الذي يسكن فيه ، كان الحصار فمنع دخول كيس الاسمنت الذي شل معظم الاعمال الحرفيه،، شاب في ريعان العمر رجع إلى زوجته بمساعدة لا تكفي حليبا أو علاجا لابنته المريضة لأسبوع واحد فقط، قمة القهر.

دخلو بيته لم يكن هناك شئ يأكل قدمو المساعدة العاجلة من أجل سد جوعتهم، الأب مريض بحالة نفسية حادة يعيشون في أحد بيوت المخيم العائلة من سبعة أفراد الأكبر شابا لم يتجاوز العشرين ، ما رأيك أن نفتح لك مشروع صغير لتساعد به أهلك ،أنا مستعد ،الامكانات بسيطة بمشروع صغير لا يتجاوز 300$ ماذا تريد؟ قال عربة متنقله لابيع عليها المشروبات الساخنة، فأنا ومنذ صغري كنت أحمل ابريق الشاي وابيع في الاماكن العامه فأهلي بحاجة ، كان رجل منذ طفولته غصباً عنه نسي الطفولة وحرم منها.

إنها فتاة كالزهرة، لكنها مرتجفة مصدومة لا تستطيع التحدث إلا بصوت المعاناة أعصابها لا تتحكم بها تمسك الأشياء وتقبض عليها وهي ترتجف،لقد عاشت وشاهدت أختها التي قتلت امامها وابيها الذي أصيب وهي وامها  تعرضو لضربات مبرحه بشكل وحشي في إحدى توغلات الجنود الاحتلال في منطقة حي الزيتون، لم تتوقف المعاناة الى هنا  بل معاناة العلاج وأمها التي أصبحت مسؤولة عن كل البيت فلا يوجد بالبيت إلى الأب والذي أصبح يعاني من حالة نفسية والزهرة المريضة وزهرة صغيرة والزهرةالثالثة قتلها الاحتلال هذه كل العائلة ، عذبهم الإحتلال والامتهم قلة المال للوصول إلى مستشفى المقاصد فى القدس ففي كل غدوة إلى القدس تقرع طلب المساعدة من أجل الوصول إلى هناك. 

هذه نماذج من غزة عايشتها لفتره محدوده، ويوجد غيرها الكثير لكن المعناة ليست فقط من الإحتلال فهو احتلال بل من هم يملكون المساعدة لتخفيف الألم ولا يتقدمون لتخفيفها ،ومن هم يسرقون اموال المحتاجين او يوزعونها بغير وجه حق.

الأحد، 7 سبتمبر 2014

عمري انتفاضتين و ثلاث حروب وأحلام لم تتحقق

في احد ايام الانتفاضة الأولى ولدت، وبالتحديد عام 1989 بصحة وعافية رغم قنابل الغاز التي استنشقتها أمي خلال مداهمات الاحتلال على حارتنا سقطت القنابل في فناء منزلنا وسقطت معها الكثير من الايام الجميلة، سبحت، خطوت، مشيت، وإلى روضة  من ابنه شارك في خطف جندي إسرائيلي اسمه "نخشون مردخاي فاكسمان" خلال الانتفاضة الأولى بدأت أتعلم الحروف والأرقام واحفظ الاناشيد التي احببناها كاطفال، و من ثم كانت المدرسة و إلى النشيد الوطني وقفت بثبات ورددت بلادي بلادي بلادي  فدائي فدائي فدائي ،انتهت الانتفاضة الأولى وما هي إلا بضع سنين وبدأت انتفاضة الأقصى الثانية، خرجنا كثيرا في أيام الدراسة لنودع الشهداء ومنهم كانو زملائي، كانت الأيام تمشي ومن بينها كانت الأحلام تقفز بين ازدحام المسيرات وزخات الرصاص والبيوت المدمرة  وتقفز من فوق حواجز الاحتلال ، كانت تقفز و في كل قفزة ارها تذهب بدون رجعة، كنت اجدول الرصاصات والقذائف في جدول الضرب وأقسمها على عدد الاقتحامات والاجتياحات وأطرحها بعدد الأسرى والشهداء، أنها معادلات ذي طلاسم لا تفهم .
لكن الذي فهمته ان الكثير من أحلام الطفولة والمراهقة والشباب تذهب بإجرام الإحتلال وفي كل قفزة يسقط حلم من المفترض ان يكون حقيقه، وتمضي الأيام ونعيش حربا ومن ثم حربا ومن ثم حربا فإذا بي أفهم شئ جديدا !! هو أن عمري أصبح انتفاضتين وثلاثة حروب.. وانقسام طرحته من عمري، الكثير من الأحلام تبخرت مع اني سمعت من يقول أحلم فسيكون غدا حقيقة مع انها كانت احلاما بسيطة، تغدو بنا الأيام إلى حصارا كُسرت عليه الكثير من الأحلام والحقائق ليس فقط حصار الاحتلال بل وحصار الانقسام وفساد وواسطة .
 وطني يا من سعدت فيك. ونشأت فوق القليل من ترابك المحاصر في غزة، رأيت الكثير من جمالك لكن بالصور فقط، كالحلم دون أن يتحقق، الطريق ضاقت علينا كثيرا وما أردنا أن نراه حقيقة اليوم لا يوجد، أعلم أن الكثير من الأحلام لن تحقق بسبب الإحتلال وغيره لكن الحلم الوحيد المتأكد أنه سيتحقق هو أن يعود وطني حرا حرا حرا. 
 ربما يكون لأبنائنا الحقيقة بعد الحلم ووطن يحضنهم ويحضنوه في الحقيقة وليس فقط بالصور . 
 وستعود لي حينها لعبتي وهدية أبي في عيد ميلادى 
وبيتي الذي دمره الاحتلال
 وطريق حره الي القدس  متي شئت ذهبت .
واحلاما واحلاما ...
هي احلاما بسيطة انسانية، ان كانت لابنائنا ربما ستهون عنا الكثير مما فقدناه، لكن اصارحكم اني اشعر ان هذه الايام لاتحمل الا الامل والصبر فقط.
لكن ما اعلمه جيدا لم تنتهي الاحلام بعد.