في المفترقات والاماكن الحيوية والخفيه نشاهد شموع تذوب بين سيارات الاجرة والسيارات الفارهة وسيارات المؤسسات الاهلية والدولية والحكومية،تلك الشموع تلك الطفولة تذوب براءتها احلامها حاضرها وعلى الارجح مستقبلها، تفترش الارض لبيع ما يزهد بيعه من اعواد ثيقاب و شعلات غاز وغيره،لمن يرد ان يشتري و يشعل سقارته و يحرقها وهم وتحرق احلامهم،او محفظات للبطاقة الشخصية لمن يريد ان يحفظ هويته الشخصية وهم تضيع هويتهم الطفولية من الحياة الكريمة، او من يبيع المناديل الورقية بين السيارات عند اشارات المرور وهم يستعملون اكمام ملابسهم لمسح دموعهم من اجل القليل من المال،وربما يرأف احدهم بهم ويعطيهم صدقة زيادة عن الاجر المطلوب. في الشتاء قبل الماضي وفي وقت الغروب الذي لم يكن واضحا انه الغروب لكثرة الغيوم السوداء وشدة الامطار، كان هناك طفلا يبلغ من العمر اثنى عشر عام يقف تحت احدى العمارات ليداري نفسه وما يحمل من قطع الخبز المحلى بالشقلاته لبيعها،وانا اقف بجانبه بدءت الاسئلة تدور في رأسي! لماذا يجبره ان يبيع و الى هذا الوقت وفي هذا الجو؟ اين يسكن هذا الملاك واين اسرته؟، حتى انفلت لساني بتلك الاسئلة وليجبني وكذالك اخي يبيع في مكان اخر ونبيع كل يوم بعد عودتنا من المدرسة لان ابي مريض لايقدر على العمل ونحتاج الى مصاريف لكي نسطتيع ان نعيش،هذا احد الامثلة الصعبة التي هي افضل حظا من غيرها لانها تعود الى اسرتها وبيتها اخر اليوم او في مساء متأخر قليلا حيث دفعت الحاجة بهذه الاسرة بأبنائها الى البيع في الشارع . فمابالكم بالاطفال الذين لاحضن لهم الا الشارع! ،من منكم يابشر من منكم؟! وانتم تمرون بسياراتكم او بانفسكم لم يشاهد تلك الطفلة التي قاربت على سن المراهقه وهي تفترش الارض ببضاعتها البسيطة على احدى جوانب اهم مفترق في مدينة غزة .
هؤلاء دفعت الكثير منهم الحاجة الى فعل ذالك ومنهم اخذ التسول مهنه وكلاهما مشكلة وظاهرة ربما تؤدي بهم الى الاستغلال السيئ قد يكون استغلالا جنسيا او في تجارة الممنوعات ...،لابد من وضع الحلول العلمية والعملية الواقعية،اعتقد ان ساندوش من الشاورما او طرد غذائي لايشكل الحل الجوهري، او صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لشخص يرتدي شعار مؤسسة اوجهة معينة وهو يظهر تعاطفه او يقبل يد طفل ويهديه قطعة من الملابس كل هذا لايشكل الحل المطلوب لمواجه هذه الظاهره للاطفلال المظلومين من واقع اقتصادي واجتماعي صعب . هناك اطفال محسوبين على اسرهم ولكن في الحقيقة مشردين وهم يباتون عتمة الليل في منازلهم لشدة عدم توفر حاجاتهم من الماكل والملبس والحب والحنان والامان،ومنهم من يرغم الى التسول من قبل ابيه والا الضرب المبرح، اتذكر ذالك الطفل الذي كان يفضل ان يفتعل المشاكل ليتم اعتقاله وإداعه في مؤسسة للاحداث فهذا المكان افضل له من بيته واسرته،هناك العديد وربما الكثير من الامثلة التي لا مجال لحصرها . اعتقد الحل لايكون من جهة واحده او بحل مؤقت او بتعاطف او بصورة كل هذه الحلول جزئية او شكلية، لابد ان تتكاتف جميع الجهات لمواجه هذه الظاهرة وانقاذ مستقبل اطفالنا بالاجتماع حالا ووضع خطة تكون على مدى طويل وبمشاركة اجهزة الحكومة من شرطة واعلام ومشرعين قوانين ووزارة الشؤون الاجتماعية والتعليم والمؤسسات الاهلية والدولية والفعاليات الشبابية و الجهات الاعتبارية وغيرهم،حيث لابد من وضع اليد على اساس كل مشكلة،مثلا عند رؤية طفل من المتسولين او المشردين لابد ان تتابع حالته لجنة مكونة ومشكلة من اهل الاختصاص يكون لها السلطة والقوة والخبرة والدراية حيث تتابع الحالة من كل جوانبها يكون لكل شخص فيها دور معين، ليتم التعرف عليه ووضعه في مكان لحفظه و التعرف على اسرته وزيارتهم والتعرف على الاشكاليات التي تواجههم ودراست حالتهم اجتماعيا ونفسيا واقتصاديا،ربما تكون الاسرة بكاملها بحاجة الى تأهيل اجتماعي وثقافي وصحي وغيره ،والعمل على متابعة الطفل واسرته لمرحلة طويلة ضمن برنامج يوضع لكل اسرة اوطفل،فليس كل طفل متسول هو بحاجة الى مال فقط،المشكلة موجودة وحلها يحتاج الى مشروع قومي استراتيجي، لا يصلح فقط الطفل بل يصلح طفل واسرة ومجتمع ، لكن نحتاج الى النية الصادقة والارادة.