الخميس، 1 مارس 2012

(كم هو جميل) مشاعر معتمر



مقال بعنوان
(كم هو جميل) مشاعر معتمر

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين القائل وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ }، والصلاة والسلام على الرسول الأمين الذي أرسل رحمة للعالمين ، وبعد :

طلب مني أخ كريم ان اكتب شيء عن رحلة العمرة التي بعد توفيق الله مكنني من الخروج فيها، فاحتار فكري عن ماذا أكتب! فهناك الكثير من المواقف والأفعال الجميلة والرائعة، من صلاة في المسجد النبوي و الحرام، ومناسك العمرة ، وغيره و غيره  يكفي ان  هناك المدينة ومكة وما فيهما من عز الإسلام، فكان في قرارت نفسي ان استقرت على ان اكتب عن مشاعري التي أحسست بها  وعايشتها  في رحلة العمرة المباركة.

وبعد التوكل على الله اسأل الله العظيم ان يتقبل عمرتي ، أبدأ :

كم هو جميل ان تخرج من أرض مباركة من غزة التي هي جزء من بلاد الشام إلى أرض مباركة المدينة ومكة التي هي بلاد الله الحرام لاداء طاعة إلى الله ، كان السفر متعب جدا ولكن سبحان الله كان هذا التعب هباء منثورا عند الوصول إلى مدينة رسول الله المحطة الأولى في هذه الرحلة ،المدينة المنورة وما أدراك ما المدينة المنورة ،وفيها الروضة وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الصلاة في الروضة التي هي روضة من رياض الجنة و والتي وردت فيها أحاديث متواترة التي جاءت من طرق كثيرة ، منها ما يرويه الشيخان عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَا بَيْنَ بيتي ومنبري رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ) رواه البخاري (1196) ومسلم (1391) ففيها العبادة الخاشعة ، وفيها الطمأنينة للنفس الخائفة وزيادة في الطمأنينة للنفس المطمئنة ، ما أحلا بعد ان تنتهي من الصلاة والعبادة في هذا الروضة التي تحتاج إلى جهد ونية خالصة للصلاة فيها والصبر حتى تجد مكان لك فيه، مكانا تكاد تجد متسع لتسجد فيه في معظم الأوقات  ، فما أحلا بعد ما تنتهي من الصلاة في الروضة ان ترد السلام على حبيبي وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم  وعلى صحابييه أبي بكرا الصديق وعمر ابن الخطاب رضي الله عنهما ، ففي الكلام الذي ذكرته آنفا أعبر باعتقادي  على أفضل مشاعر عشتها في مكان فضيل ومبارك  في المدينة المنورة وبالأخص في المسجد النبوي الشريف .


مكة وفيها قبلة المسلمين إليها كان المبتغى لأداء العمرة ،ان اجل شعورا كان لي في مكة أداء العمرة بمناسكها الطيبة  وكان أيضا الدعاء في المكان الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر بن الخطاب ففي حجته صلى الله عليه وآله وسلم استقبل الحجر واستلمه، ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا، فالتفت فإذا عمر يبكي، فقال) : يا عمر ها هنا تسكب العبرات) (صحيح-الحاكم وابن ماجه) ، وإن أجمل ما في المسجد الحرام وبعد أداء مناسك العمرة هي الصلاة في الصفوف الأمامية بجانب الكعبة فانه شعور رائع لا يوصف مهما كان الوصف سواء في مكة أو المدينة ، وسبحان الله ان شعور الأمان الذي بداخلي قد اختلف منذ خروجي من ارض فلسطين فما عاد حتى وطئت قدمي منطقة الحرم في المدينة ومكة وخاصة في المسجدين النبوي والحرام وكلما ابتعدت عنهما تغير هذا الشعور الذي لحظته جيدا أول دخولا لي  في المسجد النبوي فسبحان الله إنهما بلد الأمان ، كانت أيامي التي قضيتها في المدينة ومكة من أجمل أيام حياتي إلى حد كتابة هذا الكلام أو هذه المشاعر.

- كم هو جميل ان اخرج بعد ان كنت عازم النية  على الخروج لاداء العمرة قبل سنتين وان يوفقني الله بالخروج وكأن الله استجاب دعائي ،الحمد لله .

- كم هو جميل ان اخرج بعد ان سخر الله لي أناس طيبون ساعدوني بالخروج في هذه الرحلة المباركة وأنا لا املك مادة تمكنني للخروج في رحلة عمرة .

 - كم هو جميل ان أشارك إخوان لي في هذه الرحلة ما كان بيننا إلى الألفة والمحبة .

- كم هو جميل ان أوفي بندر ندرته لله قبل حوالي سنة عند اشتعال الثورة التونسية  للقيام بأداء عمرة  عن محمد البوعزيزي غفر الله له (مع توقفي على فعله بحرق نفسه).

- كم هو جميل ان أصلي في الروضة في وقتا تتنزل فيه الرحمات وينزل الله فيه إلى السماء الدنيا وان أصلي صلاة الفجر في الروضة وأنا استمع مع الآيات التي يتلوها الإمام أصوات  العصافير الموجودة أعلى المسجد النبوي.

- كم هو جميل ان أتمشى بعد الشروق في باحت المسجد النبوي وان احلق حوله وأنا اذكر أذكار الصباح .


- كم هو جميل ان أدخل من باب السلام لأرد التحية و السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وأبى بكرا وعمر رضي الله عنهما .

- كم هو جميل ان أرى الكعبة في كل صلاة وأحي البيت ما استطعت  بالطواف وما أذكر الله وأدعو رغم كل الزحام الشديد.

- كم هو جميل  ان ألتقي واستمع أنا و إخوتي المشاركين في الرحلة إلى ضيوف وعلماء كبار إجلاء وشخصيات دعوية كريمة في هذه الرحلة مما زاد الرحلة رونقا وإبداعا.

- كم هو جميل ان نلتقي أو ان يلتقوك أبناء بلدك المقيمين في تلك البلاد ليكرموك وليرحبو بك أجمل ترحاب.

- كم هو جميل ان أتحدث مع المسلمين من غير العرب وأبادلهم ويبادلوني الحديث وأكاد أفهم عليهم ان خرج الكلام عن دين الإسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم.

- كم هو جميل ان أخوض تجربة جديدة في حياتي وان يجدد الإنسان فينا إيمانه ويشحن طاقته بعد هذه الرحلة.

- كم هو جميل ان أخرج من ارض مباركة إلى ارض مباركة و أعود إليها سالما لأرى ارض ووجوها قد اشتقت إليها بحمد لله.


وان أردت ان اقدر لكم ، كم قيمة هذا الجمال أقول انه اكبر بكثير من جبل احد الذي يحبنا ونحبه.


  


 ولا أنسى أتقدم بخالص التقدير والاحترام للإخوة المشرفين على رحلة العمرة المباركة بإذن الله لما بذلوه من جهد في الترتيب لهذه الرحلة و العمل على نجاحها ،الشيخ وفا عياد مسئول شبكة مساجدنا وأمير الرحلة  والأخ يوسف حمدان المدير التنفيذي للرحلة والشيخ  وائل الزرد مرشد الرحلة، والجنود الخفية ، وكل من ساهم بمساعدتي للخروج لرحلة العمرة المقبولة بإذن الله، والله ولي التوفيق.


  المدون ابوعمر
                                                                                           
                                                                                                      1-3- 2012//// 8-ربع ثاني-1433
                                                                      
                                                                                                              مدونة الوان ابو عمر

هناك 3 تعليقات:

  1. جميل ما كتبت كل التحايا

    ردحذف
  2. مشاء الله اللهم ارزقنا عمرة مقبولة

    ردحذف
  3. احيك اخي الكريم

    ردحذف

التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المدونة او صاحبها وهي وجهات نظر أصحابها