الخميس، 22 نوفمبر 2012

انا والحرب من يوميات الحرب على غزة (حرب الأيام الثمانية)

مرفق/ صور المجزرة

بسم الله الرحمن الرحيم
                                                                                                                
انا والحرب
من يوميات الحرب على غزة (حرب الأيام الثمانية)
مجزرة آلِ الدلو18/11/2012م


كالعادة استيقظت على أصوات الانفجارات الضخمة من قبل الطائرات الحربية الصهيونية ،كسابقاتها من ايام الحرب إلا أن هذا اليوم كان أكثر دموية  ،وكأني كنت نائما طوال الليل لأستيقظ صباحا، لكن صباحا استيقظت حيث قمت من فراشي (من شدة الانفجارات كنت أنام واستيقظ وأعاود النوم واستيقظ وأنام...  ) ،وبعد أن صليت الفجر تصفحت المواقع الإخبارية  حيث التيار الكهربائي لم يقطع بعد، وقد كتبت على حائط صفحتي على الفيس بوك (صباح الخير يا غزة مع أنشودة سوف نبقى هنا ) خرجت من منزلي الساعة السابعة صباحا بعد أن توكلت على الله وطبعا دعاء أمي الذي يشعرني بالأمان متوجها إلى عملي ،ربما تستغرب! عندما أقول إلى عملي مع ان هناك مخاطرة بالفعل، حيث عملي بمنطقة كثر القصف حولها والحرب قائمة لكن أقول لك هي حياتنا وهو جزء اعتبره من التحدي والصمود و عدم الهزيمة النفسية وبالأحرى نحن أصحاب الحق من هنا مصدر قوتنا ،وخاصة اني اعمل في مطبخ للأكل الشرقي، حيث إني خريج واضطرت أن اعمل بهذا العمل حتى أجد أفضل من هذا العمل حيث اعتبر هذا العمل جزء من المقاومة حيث انه يشكل عامل اطمئنان للناس عندما يرون ان الطعام موجود في مثل هذه الظروف، على العموم ذهبت إلى عملي وكنت قد نسيت مفتاح العمل ، مما اضطرني أن أقف قليلا أمام مكان العمل تحت احدي الأشجار، ما لبثت قليلا حتى اسمع صوت الطائرة الحربية (6f1)وهي تسقط صاروخين همجيين على احدي المناطق القريبة ، ويهتز جسدي لا قلبي من شدة الانفجار وارى في ناظري الانفجار الذي حدث ،وبعد أن جاء صاحب العمل الذي قد كان سقط زجاج بيته وبيوت الجيران نتيجة استهداف في الليل  في  ارض فارغة قريبة كثيرا من منزله، بالمناسبة بالأمس شاهدة صاروخ طائرة الاستطلاع  وهو يستهدف شاب في نفس الشارع الذي كنت أقف فيه والحمد لله سلم هذا الشاب .
  ونحاول أن ننهي عملنا بأسرع وقت من اجل الوضع الخطير، رجعت إلى منزلي بسلامة والحمد لله ،تابعت الأخبار حتى انقطاع التيار الكهربائي ثم نمت لساعتين ،وللأسف استيقظت على خبر مفجع للأسف مجزرة بشعة قصف منزل لعائلة الدلو ارتقى أحد عشر شهيدا من العائلة وجلهم من النساء و الأطفال الذين سرقوا بسمتهم وقتلوهم ، وشهيدين آخرين من جيرانهم ، منزل لمدنيين يقصف بالطائرات الحربية صواريخ تزن بالأطنان تنهمر عليهم ،انه لظلما وجريمة بشعة تقشر لها حجارة المنزل الذي دمر  لا أبدان البشر، حتى ما بعد المغرب وأنا اكتب أحداث هذا اليوم وأنا اشعر بالحزن والغضب وبالغيظ لقتل هؤلاء الأطفال والنساء والمدنيين غيظا لأني أشاهد الأطفال تقتل والنساء والشيوخ والرجال وهدم البيوت على ساكنيها ، أريد أن اسمع خبرا مفرحا خبرا يقلل قليلا من حزني بعد هذه المجزرة هي لحظات حتى  بدء مذيع احدي الإذاعات يكبر ويهلل بإعلان المقاومة عن استهداف طائرة أباتشي حربية بصاروخ ارض جو الذي لم يكن موجودا  من قبل وقد استعملته المقاومة قي غزة, وبدء الأهالي في حارتي أيضا يهللون ويكبرون  معبرين بالفرحة لهذا الخبر ،الله اكبر في هذه الحرب أيضا قصفت تل أبيب المحتلة من غزة المحاصرة, الله اكبر أي من حكام العرب يستجرئ على فعل هذا كل أسلحتهم للاستعراضات العسكرية والاحتفالات أو من اجل أن يقاتلوا بعضهم البعض،   وحتى كتابة هذه المذكرات التي كتبتها بشكل متقطع بسبب متابعتي للأحداث وأنا استمع للراديو في لقاء مع احد الأطباء ان عدد الشهداء ولليوم الخامس وصل إلى 74شهيد وأكثر من688 إصابة  بين الخطيرة والمتوسطة والطفيفة ،منهم 20 طفلا و8 نساء و9مسنين ،ومازلت استمع للغارات الجوية الصهيونية حيث  اشتدت أكثر بعد صلاة العشاء،ومازلت استمع لصواريخ المقاومة تنطلق من غزتنا الصامدة،التي أرهبت الصهاينة وجعلتهم بالملاجئ كالفئران.
في الختام  أقول الأرض أرضنا والحق لنا مهما قتلنا سوف نبقى نقاوم سنموت ولن نركع واليوم ليس كالأمس في غزة بدأ يكتب تاريخ جديد، وأيقن أن العد التنازلي لإنهاء والقضاء على الاحتلال الصهيوني لفلسطين قد بدء، إنا مزروعين في هذه الأرض  وإنا لباقون وهم المارون الهاربون بإذن الله  .



-          وقد كتبت قصيدة قبل يومين من كتابة هذه الشهادة بعنوان (أنا من غزة أنا شهيد)
انا من غزة ولا اخشي العدا
انا الوجع مني اشتكى
انا مقاومة انا في الحرب صنديد
انا رعبا انا كابوسا لليهود
انا ارضا انا بحرا انا سماءا
انا فلسطين انا القدس فلا امان عليها لليهود
انا ا بي شهيد وامي شهيدة
انا اختي شهيدة واخي شهيد
انا صديقي شهيد و جاري شهيد
انا من غزة فأنا شهيد

-صور مجزرة آل الدلو












هناك تعليقان (2):

التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المدونة او صاحبها وهي وجهات نظر أصحابها