الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

المفاوض وأنت،الغريب و الأغرب!!


سأتحدث في هذه التدوينة عن المفاوض وأنت، أقصد المفاوض الفلسطيني الفذ المخضرم الذي بقي من أول يوم بدأت فيه المفاوضات إلا هذا اليوم وعاصر العديد من الحكومات الصهيونية المتعاقبة وهو كما هو إلا الآن، ليست الغرابة بمفاوض الاحتلال وما يريده الاحتلال فهذا طبيعي انه المحتل الغاصب للحق لهذا لن أتحدث عنه، بل الغريب هو ما يتنازل عنه صاحب الحق لمن ليس له الحق، ومتى ؟ كان الشعب المحتل أقوى من الاحتلال ومتى ملك شعبا محتلا سلاحا اكبر من وأقوى من المحتل  .
الغريب في المفاوض هي القناعات والعقلية التي يمتلكها المفاوض الفلسطيني،هو يفاوض على ما نسبته 22% من فلسطين واقل لا أكثر وبالنسبة للحكم أو السلطة الرئيس للدويلة الفلسطينية المستقلة والمستقبلية سيكون كرئيس بلدية وربما رئيس البلدية يحكم أكثر منه، وغيرها من القناعات المختزلة في عقليته الشاذة عن الشعب.
من فوضك لتكون مفاوضا عن شيء لا تملكه؟ اعتقد أن القدس لا شرقية ولا غربية بل واحدة موحدة للمسلمين وانه اسمه حائط البراق وليس حائط المبكى  بل أيقن بذالك وكثير من العرب والمسلمين يُقنون بذالك.
كانت مفاوضات أوسلو سرية بل كانت هناك اتصالات سرية من سنة 89 مع رابيين ومنظمة التحرير هذا ما قاله محمود عباس في كتابة طريق أوسلو، في زمنا كانت تعتبر الاتصال مع الاحتلال يعتبر خيانة.
إن قناعات مهندس أوسلو عباس والفريق المفاوض مع المحتلين هي عدم تحرير كامل فلسطين وان السقف الذي يطمحون أن يحصلو عليه هو سقف(واطي) ،واستشهد بما ذكرته جريدة السفير في 30/09/1992 أن محمود عباس واجه عرفات بالحقيقة، وذلك خلال اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح في أيلول 1992، عندما افتتح عرفات الاجتماع –كعادته الاستعراضية- بخطاب فخم العبارة عن التمسك بالحقوق الوطنية، ومنها الأرض، بينما أكّد محمود عباس ضرورة المصارحة بالقول "من واجبنا ألا نكذب عليكم، وأن نصارحكم بالحقيقة ... والحقيقة أننا إنما نحاول فقط تحسين صورة النتائج التي نعرف أنها غير مرضية، وأنها تكاد تكون في مستوى الخيانة الوطنية، ولكنها أقصى ما أمكننا الحصول عليه. إن السقف واطئ أصلاً، ونحن نفاوض تحت هذا السطح المفروض، وليست لدينا القدرة على رفعه، لذا فنحن نحاول فقط ألا ينزل أكثر فنغطس تحته، لكن علينا أن نتخلص من الأوهام، وأن نكون واقعيين، فما سوف نتوصل إليه سيكون مرفوضاً ولا بد لنا مع ذلك أن ندافع عنه"، وتذكر السفير في حينه أن عرفات قد اهتاج وتوجه إلى عباس يسأله باستنكار: هل تتهمني بالكذب؟! هل تشكك في وطنيتي؟!
أردت أن ابتعد قليلا عن هذه الروح الانهزامية باحثا في Googleعن من دافع عن القدس؟ وتاريخ القدس و الأقصى المبارك، أخذني إلى عمر وصلاح الدين والى الحملات الصليبية، والى كل من حكم من المسلمين ابتداء بالأموين وليس انتهاءً بالعثمانيين فأمتد بي إلى الثورات العربية التي خاضها الفلسطينيون، كثورة البراق ويافا وانتفاضة الأقصى الأخيرة، والى الكثير من الأحداث التي مرت على مدينة القدس والأقصى، التي ما فتئ أهلها إلا أن يهبو دفاعاَ الأقصى عند كل اعتداءًعليه من قبل الصهاينة، كان الفكر والقناعة قائما على تحريره، إن هذا هو الأمر الطبيعي و ليس الطبيعي ما يفعله المفاوض الفلسطيني للأسف من انهزام في فكره ومقاومته , إن ما أثارني في ذالك المفاوض المنهزم والمنبطح هو إصراره على التفاوض أكثر من المحتل والعمل على فتح قنوات اتصال مع الاحتلال ، شاهدت الفلم الوثائقي "ثمن أوسلو" وأكثر ما أثار استغرابي ومن لسان المفاوضين هو الإصرار على التفاوض والعمل الحثيث على فتح قنوات اتصال مع الصهاينة المحتلين وهم لا يملكون أدنى درجات الضغط الحقيقية ليحصلو على ما يريدو من المفاوضات، إن الطعام المسموم الذي تناوله المفاوض الفلسطيني مع الصهاينة في ذالك الفندق في النرويج لمسموم بدماء الشهداء وآهات الجرحى وأنات الأسرى ، أتعلم ماذا قال بعض من شارك بالمفاوضات، نقلت مجلة فلسطين المسلمة في تشرين الثاني من العام 1994 عن رفيق النتشة خلال جلسة مكاشفة مع خالد الحسن حيث تحدثا عن خداعهم للشعب، ونقلت قول النتشة: "نحتاج إلى مثل أعمارنا من السنين لنقضيها في استغفار الله عمّا فعلناه من تضليل لشعبنا خلال المسيرة الماضية"، وأيد خالد الحسن ذلك وقال: "وسوف تكون نعمة كبيرة بعد ذلك كلّه إذا غفر الله لنا ذلك".
أيه الفلسطيني العربي المسلم أتعلم؟!
إن الان الأقصى المبارك في أكثر أيامه خطر أكثر من حرقه عام 67 يريدون أن يقسموه مكانا وزمانا لم يتبقى عليهم بعد ذالك سوى خطوة واحده لهدم الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم إذا بعد ذالك لن يعود هناك أقصى ليفاوض عليه من ضيع الأمانة ومن كان في مبادئه الثورية العمل على تحرير فلسطين، وعدل ميثاقه الوطني ليتماشى مع رغبات المحتل ويكون له حكما ذاتيا بدون سيادة حقيقية او بسيادة مدير جمعية للمعونات الإنسانية، اتعلم إن هدف الاحتلال الصهيوني  ليس فقط منذ يومين بل من أيام هرتزل هدفهم هو بناء هيكلهم على أنقاض المسجد الأقصى وطرد كل الفلسطينين من وطنهم .
اتعلم ما هو اغرب من كل الكلام الذي تحدثت به، واغرب من الغريب؟! ليس المفاوض الفلسطيني بل هو أنت نعم أنت ، لغياب وعيك ووعي مجتمعنا بهؤلاء المفاوضين وبمشروعهم الذي ساقوه علينا، يعني بالعامية أنضحك علينا وحتى الآن الكثير من الناس لا يعرفون ومنهم من يتعامون ، منذ زمن بعيد وهم يدعون الثورية و الوطنية هل الوطنية فقط بغزة والضفة وجزء من القدس وعدم عودة كثير من اللاجئين هل الوطنية التنازل عن باقي فلسطين هل تبادل الأراضي،إن اكبر دليل عن عدم وعينا وغياب وتغيب عقولنا عن المصائب الكبرى هو ما حدث وليس بالزمن البعيد إلغاء التقرير الذي أعده القاضي ريتشارد غولدستون حول الحرب العدوانية التي شنتها قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة أواخر عام 2008 وأوائل عام 2009م، بناءا على طلب السلطة الفلسطينية من مجلس حقوق الإنسان الدولي سحب تقرير لجنة تقصي الحقائق للحرب الإسرائيلية على غزة ساعد إسرائيل على التنصل من الجرائم الدامغة التي ارتكبها جيشها الاحتلالي في غزة، وهؤلاء (يعني السلطة) أرادوا إنقاذ رموز الاحتلال من فضيحة يمكن أن يترتب عليها جلبهم للمحاكمة، لماذا يفعل ذالك المفاوض؟.

اجعل وعيك يفضح المتنازلين عن حقنا، انه الوعي المتثقف بتاريخنا الأصيل والمتعزز بعز الدين القسام وفرحان السعدي وشهداء ثورة البراق الثلاثة وإلى أخر شهيد ارتقى متمسكا بفلسطين كلها، ان غياب وعينا أوصلنا لهذه الدرجة من المصائب التي أصبح يتميز بها ذالك المفاوض .

إن من يمثلني أمي ومن مثلها، أمي التي رفضت أن تخضع للاحتلال حين استهدف منزلي بقنابل الغاز وظلت متشبثة بي وأنا في أحشاءها ترفض ان تنزلني قبل موعد ولادتي رغم قنابل الغاز التي سقطت في فناء منزلني فولدت مقاوما صامدا رافضا التنازل عن وطني.
  انها قوة الحق  وليس منطق القوة.

على ماذا تفاوض؟!  تبا عن القدس وفلسطين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المدونة او صاحبها وهي وجهات نظر أصحابها