الأحد، 7 سبتمبر 2014

عمري انتفاضتين و ثلاث حروب وأحلام لم تتحقق

في احد ايام الانتفاضة الأولى ولدت، وبالتحديد عام 1989 بصحة وعافية رغم قنابل الغاز التي استنشقتها أمي خلال مداهمات الاحتلال على حارتنا سقطت القنابل في فناء منزلنا وسقطت معها الكثير من الايام الجميلة، سبحت، خطوت، مشيت، وإلى روضة  من ابنه شارك في خطف جندي إسرائيلي اسمه "نخشون مردخاي فاكسمان" خلال الانتفاضة الأولى بدأت أتعلم الحروف والأرقام واحفظ الاناشيد التي احببناها كاطفال، و من ثم كانت المدرسة و إلى النشيد الوطني وقفت بثبات ورددت بلادي بلادي بلادي  فدائي فدائي فدائي ،انتهت الانتفاضة الأولى وما هي إلا بضع سنين وبدأت انتفاضة الأقصى الثانية، خرجنا كثيرا في أيام الدراسة لنودع الشهداء ومنهم كانو زملائي، كانت الأيام تمشي ومن بينها كانت الأحلام تقفز بين ازدحام المسيرات وزخات الرصاص والبيوت المدمرة  وتقفز من فوق حواجز الاحتلال ، كانت تقفز و في كل قفزة ارها تذهب بدون رجعة، كنت اجدول الرصاصات والقذائف في جدول الضرب وأقسمها على عدد الاقتحامات والاجتياحات وأطرحها بعدد الأسرى والشهداء، أنها معادلات ذي طلاسم لا تفهم .
لكن الذي فهمته ان الكثير من أحلام الطفولة والمراهقة والشباب تذهب بإجرام الإحتلال وفي كل قفزة يسقط حلم من المفترض ان يكون حقيقه، وتمضي الأيام ونعيش حربا ومن ثم حربا ومن ثم حربا فإذا بي أفهم شئ جديدا !! هو أن عمري أصبح انتفاضتين وثلاثة حروب.. وانقسام طرحته من عمري، الكثير من الأحلام تبخرت مع اني سمعت من يقول أحلم فسيكون غدا حقيقة مع انها كانت احلاما بسيطة، تغدو بنا الأيام إلى حصارا كُسرت عليه الكثير من الأحلام والحقائق ليس فقط حصار الاحتلال بل وحصار الانقسام وفساد وواسطة .
 وطني يا من سعدت فيك. ونشأت فوق القليل من ترابك المحاصر في غزة، رأيت الكثير من جمالك لكن بالصور فقط، كالحلم دون أن يتحقق، الطريق ضاقت علينا كثيرا وما أردنا أن نراه حقيقة اليوم لا يوجد، أعلم أن الكثير من الأحلام لن تحقق بسبب الإحتلال وغيره لكن الحلم الوحيد المتأكد أنه سيتحقق هو أن يعود وطني حرا حرا حرا. 
 ربما يكون لأبنائنا الحقيقة بعد الحلم ووطن يحضنهم ويحضنوه في الحقيقة وليس فقط بالصور . 
 وستعود لي حينها لعبتي وهدية أبي في عيد ميلادى 
وبيتي الذي دمره الاحتلال
 وطريق حره الي القدس  متي شئت ذهبت .
واحلاما واحلاما ...
هي احلاما بسيطة انسانية، ان كانت لابنائنا ربما ستهون عنا الكثير مما فقدناه، لكن اصارحكم اني اشعر ان هذه الايام لاتحمل الا الامل والصبر فقط.
لكن ما اعلمه جيدا لم تنتهي الاحلام بعد.

هناك تعليقان (2):

التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المدونة او صاحبها وهي وجهات نظر أصحابها